علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الحوار العامللنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه |
#1
|
||||
|
||||
خطبة الجمعة 2016/10/28 بُعِثَ صلى الله عليه وسلم بالحق والعدل
قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ! كان أُسيد بن حُضَير رجلاً ضاحكاً مليحاً، فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويُضحكهم فطَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأُصبُعِهِ في خاصرته، فقال أوجعتني! قال " اقْتَصّ " قال يا رسول الله، إن عليك قميصاً، ولم يكن علي قميص، قال فرفع رسول الله قميصه فاحتضنته، ثم جعل يقبل كشحه /أي خاصرته/ فقال بأبي وأمي يا رسول الله أردتُ هذا! يرد الحديث في سياق حبه الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يرد في باب إحقاقه عليه الصلاة والسلام الحق وانصياعه له، فبه جاء، وبه أقام شرع الله هل تتصورون رجلاً يطلب القصاص من رسول الله؟ وما موقف النبي منه؟ ولنا فيه أسوة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) روى ابن هشام في سيرته وأبو نعيم عن حبان بن واسع عن أشياخٍ من قومه أن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم عدّل صفوفَ أصحابِه يومَ بدرٍ وفي يدِه قدحٌ /أو عود أو مِسواك/ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسوادِ بنِ غَزيَّةَ حليفَ بني عدي بنِ النَّجارِ وهو مُسْتَنتِلٌ من الصفِّ /أي قد تقدّم قليلاً عن الصف/ فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال " استوِ يا سوادُ " فقال يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني! وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ، فأقِدْني /أي مكّني من أن أقتص منك/ قال فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنِه وقال " استقِدْ " قال فاعتنقَه فقبَّل بطنَه فقال " ما حملكَ على هذا يا سوادُ "؟ قال يا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيرٍ وقال له " استوِ يا سوادُ " ورواه الهيثمي مختصراً من حديث عبد الله بن جبير، كما رواه البيهقي صاغ أحد الشعراء هذه القصة شعراً فقال: أروي لكم عن قصة للمصطفى.....إذ قام يوماً في الجهاد منظما رصّ الصفوف كما الصلاة تصفّهم.....فكأنهم بنيان سدٍّ أُحكما وتجول المختار بين صفوفهم.....فإذا بشخص بينهم متقدّما قد غيّر الصف القويم خروجه.....نظر الرسول إليه ثم تبسّما وبعود غصنٍ للصفوف أعاده.....وأعاد للصف القويم تقوّما قال الفتى في رقة وتمسكنٍ.....يشكو إلى المختار منه تألما آلمتني بالود يا خير الورى.....فاستغرب الجمع الغفير وهمهما ما ظنكم ماذا يكون جوابه.....هذا رسول حاز خلقاً عُظّما فتأملوا في قائد ومجنّدٍ.....قد أزهر الإسلام حباً فيهما هذا محمد كاشفاً عن بطنه.....تفديه روحي مرسَلاً ومعلّما يعطيه ذاك العود دون تردّد.....ويقول خذ مني القصاص مسلِّما وإذا به في لهفة وتشوّقٍ.....وكأنه يروي الفؤاد من الظما يجثو سوادّ كي يضمّ حبيبه.....لم يستطع من شوقه أن يُحجِما ويعانق البطن الشريف بوجهه.....متبرّكاً متمرّغاً كي يغنما يا سعدَهُ قد نال حظاً وافراً.....أصغوا إلى ما قال حين تكلما يا سيّدي إني خرجت مجاهداً.....وعدوّنا جيش يسير عرمرما لا علم لي إن كنت أمسي بينكم.....حيّاً لعلّي أو قتيلاً ربما فإذا قُتِلتُ فلست أدري موئلي.....في جنة أم في سعير أُضرِما لكن جلدي مسّ جلدك علّني.....أمضي وجلدي عن جهنّم حُرّما صلى عليك الله يا خير الورى.....قد صار حُبّك في شراييني دما ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوتنا وقدوتنا في مواقف متعددة، يعلّم الناس أن ليس أحدٌ يعلو فوق الحق والعدل، يعلّمنا أن نعود إلى الحق إن أخطأنا أو ظلمنا! يقول لأُسيدٍ "اقتصّ" ! يقول لسوادٍ "استَقِدْ" ! فأين نحن من الخضوع للحق، وإصلاح الخطأ؟! هل امتثل الآباء لذلك في حق أبنائهم؟ أم هل أصلح الأبناء بعض ما كان منهم من عقوق وتقصير وجفاء؟! هل التزم ذلك المدير في حق من هم تحت إدارته؟ أم أدَّوْه هم إن قصّروا أو فرّطوا؟! هل تحقق به العامل والصانع تجاه ربّ العمل؟ أم استدركه هو في حق عمّاله؟ هل رضي به التاجر والبائع إن بدرت منه هفوة أو غفلة في معاملته مع الناس؟ أم إنه يتنصّل من مسؤوليته، ولا يكترث لكسبه أو سمعته هل يتداركه مؤجر ربما وجد الأجرة عالية في حق من استأجر عنده؟ فاستدرك وردّ له بعض حقه، وأنقص له ما كلّفه! هل تداركها الورثة فيما بينهم، فوقف كل منهم عند حقه؟ ولم يأخذ من حق غيره شيئاً! واستدرك ما قد يكون هفوة من مورثه فأعاد الحق لأصحابه مسؤوليات عظيمة، علّمنا رسول الله /وهو قدوة لمحبّيه/ أن نقتدي به فيها رجاء أن نكون من أهل الفوز يوم القيامة الاستاذ الشيخ إبراهيم عبد الباقي
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|