‏أفكار‬ الوحدة الأولى الأدب الاجتماعي

[الاستاذ جاسم المفلح]

بالتفصيل حتّى لايُفاجأ طلّاب البكالوريا

#‏أفكار‬ الوحدة الأولى (( الأدب الاجتماعي)):
أوّلا: ما قبل الإسلاممقطّعات وأبيات متفرّقة لها صلة بالحياة الاجتماعيّة)
أ- انتقاد مكانة الفقير في المجتمع:
عروة بن الورد:
ذريني للغنى أسعى ، فإنّي رأيت الناس شرّهم الفقير
ب-انتقاد سياسة الكيل بمكيالين:
عمرو بن معد يكرب:
إذا قُتلنا ولا يبكي لنا أحدٌ قالت قريش ألا تلك المقادير
نُعطى السويّة من طعنٍ له نفذ ولا سويّة إذ تُعطى الدنانير
*********
ثانيا: العصران الأمويّ والعباسيّ:
(مقطّعات موقفيّة تفتقر إلى العمق والتحليل، ترتبط بحينها ، كشفوا من خلالها عن عواطفهم اتجاه الشقاء الإنسانيّ)
أ- الشكوى من ظلم عمّال الصدقات:
الراعي النميري:
إنّ السعاة عصوْك حين بعثتهم وأتوْا دواهي، لو عـلمت وغولا
إنّ الّذين أمـرتهم أن يـعـدلوا لـم يفعلوا ممّا أمـرت فـتيـلا
ب-الشكوى من غلاء الأسعار:
أبو العتاهية
مـن مبلغ عنّي الإما م نصائحا متتالية
أنّي أرى الأسعار أسـ عار الرعيّة غالية
ت- تصوير مظاهر الفقر بأسلوب ساخر ممزوج بالمرارة:
أبو فرعون الساسيّ:
منزلٌ أوطنه أوطنه الفقر ، فلو دخل فيه السارق سُرِقا
****
ثالثا: عصور الدول المتتابعة حتى نهاية الاحتلال العثمانيّ:
( مقطّعات موقفيّة لحظيّة آنيّة ،جاءت استجابة لدفقات شعوريّة )
أ- تصوير مظاهر الفقر بأسلوب ساخر ممزوج بالمرارة:
لجزّار:
لي من الشمس خلعةٌ صفراء لا أبالي إذا أتاني الشتاء
ومن الزمهرير إن حدّث الغيم ثيابي وطيلساني الهواء
ب- مظاهر الفساد وانتشار الرشوة:
أحمد بن فارس:
إذا كنت في حاجةٍ مُرسِلا وأنت َ بها كلفٌ مُـغـرم
فأرسل حكيما ولا توصِه فذاك الحكيم هو الدّرهم
ت- المبالغة في تصوير الواقع:
الجزّار:
بيتي الأرض والفضاء به سو رٌ مدار وسقف بيتي السّماء
لو تراني في الشمس ، والبرد قد أنحل جسمي ،لقلت :أنّي هباء
ث- الشكوى من الحظّ العاثر ،و خيبة الأمل:
الجزّار:
آه وا حسرتي لقد ذهب العمر ، وحظّي تأسّفٌ وعناء
كلّما قلت في غدٍ أدرك السؤ ل أتاني غدٌ بما لا أشاء
*****
رابعاً: بدايات العصر الحديث :
(الأدب الاجتماعيّ الإصلاحيّ) (قبل الحرب العالميّة الثانية):
(استقلّ الشعر الاجتماعي في قصائد تقتصر عليه ،سلّطوا من خلالها الضوء على قضايا المجتمع، لم يعد الشاعر يعيش لنفسه بل لمجتمعه ،وصارت قضايا التحرّر السياسي والاجتماعي همّاً مباشراً من هموم الأدباء)
(الاكتفاء بإلقاء الضوء على المشكلات لإثارة المشاعر وكشف الطريق إلى حلّها برؤية إصلاحية)
أ- الاستغراب والدهشة من الأوضاع السيّئة الّتي وصلت إليها البلاد:
الفراتي:
سبحان ربّك كم في الدّهر من عبر وكم به من غريب غير مألوف
ب- مظاهر الفساد في الأداء الوظيفي في دوائر الدولة:
الفراتي: - (بطء سير المعاملات) :
تمشي المصالح في أقلام دولتنا مشي الخنافس في جزٍّ من الصوف
- (استنكار سلوك الموظّف الفاسد وصفاتهم) )التكبّر ،القسوة ،الخداع ،المماطلة ،الكذب):
إنّي أعيذك في أدنى دوائرها من كلّ ذي أمرة بالكبر موصوف
ما إن يرقّ له قـلبٌ عـليك ولو رآك تُشنق في حـبـل من اللـيـف
إن قال : عُد في غدٍ، فاحسب له جمعا وضيّع الوقت في مطلٍ وتسويف
خوادع من بروق الكذب يدفعها إليك دفع خبير بالأراجيف

ت- الدعوة إلى تعليم المرأة ومساواتها بالرجل:
قاسم أمين:
(إنّ حريّة المرأة تستلزم في الواقع أن يعاملها الرجل باحترام، وألّا يضغط إرادتها وفكرها..... ولماذا تُداس حريّة المرأة ، وتُحترم حريّة الرجل؟ هل يختلف نظر العدل بالنسبة إلى الرجل والمرأة؟ وهل يوجد حقّان: حقٌّ للرجل، وحقّ للنساء؟)
ث- تشرّد الأطفال والدعوة إلى حمايتهم:
الزيّات:
(هؤلاء الأطفال المشرّدون هم الّذين تراهم يطوفون طوال النهار وثلثي النهار على القهوات والحانات، كما تطوف الكلاب والهررة على دكاكين الجزارة ومطاعم العامّة)
ج- الدعوة إلى محاربة الفقر و التشرّد (الشكوى من الغلاء)(رؤية إصلاحيّة):
حافظ إبراهيم:
أيّها المصلحون رفقاً بقومٍ قيّد العجز شيخهم و الغلامـا
وأغيثوا من الغلاء نفوساً قد تمنّت مـع الـغـلاء حِـماما
الزيّات:
(فاقتحموا على الفقر مكامنه في أكواخ الأيامى وأعشاش العجزة ،ثمّ قيّدوه بالإحسان المنظّم في المدارس ،والصدقة الجارية في الملاجئ )

ح- تناول ظاهرة الفقر بأسلوب ساخر:
البردوني:
أرأيت هـذا البيت قز ما لا يكلّفك المهارة
ماذا وجدت سوى الفرا غ وهـرّة تشتمّ فـارة
خ- تصوير معاناة العمّال وشقائهم (رؤية إصلاحيّة)(واقعيّة قديمة)
زكي قنصل:
يا غائصا في الطين لانصبٌ يوهي عزيمته ولا وصب
صبراً على الأيّام إن عبست هيهات يفرّج ضيقها غضب
أحمد شوقي:
أيّها العمّال أفنوا العمر كدّاً واكتسابا
اطلبوا الحقّ برفق واجعلوا الواجب دابا
د- دور الأديب التوعويّ وواجبه وأداته النضاليّة :
الجواهري:
ذخرت لأحداث الزمان يراعا يجيد نضالا دونها وقراعا
ذ- استنهاض همم الشباب ، والدعوة إلى إنشاء جيل يصدّ الكوارث:

الجواهري:
أهبت بشبّان العراق وإنّما أردت بشعري أن أهيج سباعا
أنفت لهذا النشء بينا نريده طويلا على صدّ الكوارث باعا
ر- تشخيص عوائق التقدّم
(المقارنة بين المجتمع العربي والغربي لاكتشاف مدى تخلّف المجتمع العربي العلمي والصناعي) :
الجواهري:
غزت أمم الغرب الحياة تريدها وما زوّدت غير الشباب متاعا
نقاوم بالعود البوارج تلتظي ونعتاض عن حدّ البخار شراعا
( سلبيّة الشباب وتهاونهم وتقصيرهم في تطوير مجتمعهم ومواكبة التقدّم الغربي)
(احتقارهم للصناعة ،وبجثهم عن الراحة في الوظيفة ،وتعطيل عقولهم)
الجواهري:
يرى في الصناعات احتقارا ويزدهي إذا طمأن التوظيف منه طـمـاعـا
وها نحن في عصر يفيض صناعة نرى كلّ من حاك الحصير صناعـا
(انتشار الجهل واستسلام الشباب له):
الجواهريّ :
لقد طبق الجهل البلاد وأطبقت على الصمت شبّان البلاد جماعا
(استنكار ضعف الشباب وكسله وجهله) :
الجواهري:
أنفت لهذا النشء بينا نريده طويلا على صدّ الكوارث باعـا
يدبّ إلى البلوى هزيلا كأنّه ربيب خمول نشأة ورضـاعـا

(سيطرة الخرافات والوهم والجهل):
الجواهري:
ورُبّ رؤوس بزرة عشّشت بها خرافات جهلٍ فاشتكيْن صداعا
بها نوّمتنا الأمّهات تخوّفا وما أيقظتنا الحادثات تباعا

(سيطرة العادات والتقاليد والتسليم بها دون تفكير بعواقبها):
الفاخوري:
أنا في قبضة التقاليد لعبة ليس لي فكرة ولا لي رغبة
رُسم النهج فاسترحت من التفكير حتّى كأنّ رأسي خربة
(نتائج سيطرة الجهل والأوهام وماحلّ بالوطن من مصائب على جيل الشباب):
الجواهري:
وإنّك لا تدري أنشئاً مهذّباً تسوق الرزايا أم تسوق رُعاعا
ز- اليأس من إصلاح واقع المجتمع المعيب ، والحزن لضياع إمكانيات الشباب وطاقاتهم وعدم استثمارها:
الجواهري:
كربت على حال كهذي رزية أقول لأحلام حلمت وداعا
على أنّني آسٍ لعقلٍ مهذّبٍ وقلب شجاعٍ أن يروح ضياعا
********
خامساً- الأدب الاجتماعي الثوري:
(بعد الحرب العالميّة الثانية)(الأدب الملتزم)(الواقعية الجديدة):
(عدم الاكتفاء بتصوير الواقع ،بل تطلّب من الأديب إعمال فكره في المشكلات الاجتماعيّة وطرح الحلول المناسبة برؤية فكريّة)
أ- تصوير الواقع ورفض مسلّماته (تصوير بداية وعي الجماهير):
القرنفلي:
لا لم نعد ما يزعمون-وكنت أزعم_ كالقطيع/قدر ،وكنز قناعة ، وضراعة، خلف الدموع/ لا لم نعد ما يزعمون/
ب- دور الأديب وموقعه:
(معايشة تجارب الجماهير و معاناتها، ومشاركتها نضالها، عكس وعيها ونهوضها شعرا، التحريض على الثورة)
القرنفلي:
فقراؤنا قد حطّموا حكم القناعة واستفاقوا/الجوع ليس من السماء فمن إذاً؟...وهنا أفاقوا/
ومضَوا فمن متسوّلين /على الرصيف ،لثائرين/يتناقشون ويضغطون /على الشفاه ويسألون:/
الجوع؟ صنع الناهبين الشعب ،صنع الأغنياء/أحذوا المعامل والحقول وطوّقونا بالقضاء/
(كشف الخديعة الّتي روّج لها المستعمرون والمستغلون)
القرنفلي:
لا ...لم نعد ما يزعمون _وكنت أزعم_ كالقطيع/قدر، وكنز قناعة ،وضراعة خلف الدموع/
لا...لم نعد ما يزعمون /ما يزعم المتأنّقون/حلما على درب النجوم يلفّ ؟ أهداب النجوم/
ت- الإشادة بالمناضلين وإصرارهم وتفتّح وعيهم عبر المقارنة بين الماضي والحاضر:
القرنفلي:
الجوع ليس من السماء فمن إذا ...وهنا أفاقوا/ومضوا فمن متسوّلين /على الرصيف ،لثائرين/
يتناقشون ويضغطون /على الشفاه ويسألون/الجوع صنع الناهبين الشعب/
ث- التنديد بممارسات المستغلّين والقوانين الّتي تحمي استغلالهم:
القرنفلي:
الجوع صنع الناهبين الشعب ،صنع الاغنياء/أخذوا المعامل والحقول وطوّقونا بالقضاء/
ج- (التفاؤل الثوري ،الثقة بالمستقبل، التطلّع لبناء مجتمع جديد)،(التخلّص من أعباء الماضي الذليل)
(الإشادة بالمناضلين ،التحريض على الثورة.)،(التنديد بالمستعمرين والمستغلّين)،(الحلّ برؤية ثوريّة)
القرنفلي:
ومشت جموع المؤمنين/تطأ الدّجى ،تطأ السنين/اقرأ هو الفتح المبين/اسمع هدير الكادحين:/الموت للمستعمرين/النار للمستثمرين/
ح- التنديد بالمتخاذلين والأذلّاء والمشكّكين بجدوى الحلّ الثوري والإشادة بإيمان الثائرين:
القرنفلي: فليسمع المتثائبون / وليسكت المتسائلون/كبر السؤال، أما تراه على الشفاه ،وقد تفتّح؟/الدرب أبصر، فانطفئ يا ليل ،إنّ الصبح لوّح/
********
سادساً – خصائص الأدب الاجتماعي:
أ- الوضوح والسهولة:
(أي ّ شاهد من الشواهد السابقة)
ب- التركيز على الآفات الاجتماعية وسبل علاجها والقضاء عليها
الجواهري (الأبيات 5-7-9-13) **القرنفلي (المقطع الثاني) **الفراتي(الأبيات 2-3-9)
ت- الترغيب بالفضائل والتنفير من الرذائل
الجواهري (الأبيات2-3-5-11)**الفراتي(الأبيات2-3-9)
ث- كثرة المقارنات لإظهار جوانب القضيّة المطروحة:
الجواهري (الأبيات 10-11-12-13)**القرنفلي(المقطع الثاني)
أخيراً:
(مقدّمة مقترحة)
(الأدب إبداع ،والإبداع معاناة وألم، وحينما يكون الألم همّاً عامّاً، وتكون المعاناة عامّة جامعة ،يصبح الأديب المبدع مرآة المجتمع ،وسيف المظلومين ،وصدى صوت الفقراء ،ولسان الخائفين ،وبوقاً ينفخ الروح في الأذلّاء الخانعين.....وإن لم يكن كذلك فهو رسم لكلمات
لا تعيش....)
(خاتمة مقترحة)
(هذا غيض من فيضِ ما أبدعه الأدباء العرب ..مذ كان العرب ، وتلك لمحة موجزة عن صدى أقلام باحت بآهات أبناء مجتمعاتهم......ولئن اختلفت أصواتهم لاختلاف وجهات نظرهم ،و أساليب تشخيصهم لعلل وأمراض مجتمعاتهم، وسبل علاجها ، فيكفيهم شرفاً عن سائر قومهم أنّهم تميّزوا فكانوا روّدا بحقّ)
خالص أمنياتي بالفائدة لمن استزاد
أ- سامر اسماعيل عتّوق