كيف أكتب موضوع التعبير الأدبيّ

[الاستاذ جاسم المفلح]

البكالوريا مادة اللغة العربية
(( كيف أكتب موضوع التعبير الأدبيّ))
أوّلا-الابتعاد عن حفظ المواضيع الجاهزة
ثانيا-أيّ بيت في الكتاب هو مشروع فكرة قد ترد في نص الموضوع في الامتحان
ثالثا-نقرأ نصّ الموضوع أكثر من مرّة بدقّة وتمعّن .
رابعا-نستخرج الفكر الواردة في نص الموضوع ونسجّلها على المسودّة (العلمي ثلاث فكر والأدبي أربع) فكرة من خارج الكتاب يُعطى شاهدها في الامتحان
خامسا- نكتب الشواهد المناسبة التي نحفظها (كلّ شاهد تحت الفكرة المناسبة له)
***(انتبه عند كتابة الشاهد إلى مايلي)
أ‌- نسبة الشاهد إلى صاحبه
ب‌- سلامته من الغلط الإملائيّ بما في ذلك الشدّة وهمزات الوصل والقطع
ت‌- حسن توظيف الشاهد وربطه بالفكرة
ث‌- يُقبل الشاهد الصحيح مرّة واحدة فإذا أوردته على فكرة أخرى لايُقبل.
(مثال)دورة 2014 (أدبي)
(اهتمّ الأدباء في العصر الحديث بالواقع الاجتماعي المتردّي ،فصوّروا انتشار الفساد في دوائر الدولة ،وعبّروا عن المعاناة من الخرافات والأوهام ،واستنكروا ضعف الشباب في مواجهة الواقع المتخلّف ،مبرزين سيطرة العادات البالية على أبناء المجتمع.)
الشاهد المعطى: رفيق فاخوري
أنا في قبضة التقاليد لعبة ليس لي فكرة ولا لي رغبة
*** أفكار النصّ وشواهدها:
*تصوير انتشار الفساد في دوائر الدولة
الفراتي: تمشي المصالح في أقلام دولتنا مشي الخنافس في جزّ من الصوف
*المعاناة من الخرافات والأوهام
الجواهري: وربّ رؤوس برزة عشّشت بها خرافات جهل فاشتكين صداعا
وساوس لو حقّقتها لوجدتها من المهد كانت أذؤبا وضباعا
*استنكار ضعف الشباب في مواجهة الواقع المتخلّف
الجواهري: أنفت لهذا النشء بينا نريده طويلا على صدّ الكوارث باعا
يدب ّ إلى البلوى هزيلا كأنّه ربيب خمول نشأة ورضاعا
*سيطرة العادات البالية على أبناء المجتمع
رفيق الفاخوري : أنا في قبضة التقاليد لعبة ليس لي فكرة ولا لي رغبة

سادسا- نبدأ على المسودّة بكتابة مقدّمة مناسبة للموضوع نراعي فيها
(عنصر التشويق ..الجمال اللفظي والأسلوبيّ....الاختصار ..... أن تمهّد للفكرة الأولى من الموضوع)
(مثال)
(الأدب إبداع ..، والإبداع معاناة وألم ..، وحينما يكون الألم همّاً عامّاً ، وتكون المعاناة عامّة جامعة، يصبح الأديب المبدع مرآة مجتمعه ،وصدى صوت الفقراء ولسان الخائفين ،وبوقاً ينفخ الروح في الأذلّاء الضعفاء،وسيفاً في وجه الجهل والفساد.)
سابعا-ننتقل بعدها ونبدأ على المسودّة نكتب الفكرة الأولى ونراعي :
أ-لطف الانتقال :فلا نشعر القارئ بأنّ الفكرة الأولى منفصلة عن المقدّمة ....ومن أفضل الطرق ( أن نأخذ من المقدّمة جملة نستند عليها لبدء الفكرة الأولى)
ومن تعابير لطف الانتقال( وبعد أن .. أمّا.... ولم يكتف ب.....وهكذا...)
ب- ذكر الفكرة بدقّة وبشكل صريح كما وردت في نصّ الموضوع
ت-شرح الفكرة ومناقشتها بشكل واف ،ومن خلال شرح الفكرة نمهّد للشاهد المناسب للفكرة .
(مثال) من المقدّمة السابقة نبدأ بمناقشة الفكرة الأولى ثمّ نذكر الشاهد منسوبا إلى صاحبه وكلّ ذلك بأسلوب لطيف مبتكر
(فحين يعمّ الجهل وينتشر الفساد في دوائر الدولة ،لايكون الأديب أديباً إن لم يسلّط الضوء على هذا المرض الّذي ينهش جسد مجتمعه، وخصوصا ً حين يستفحل هذا الداء ،حتّى يستعصي ويتمنّع عن كل ّ دواء، وتكون ثماره جهلاً وتخلّفاً وهدراً..،ويكون سهماً سامّاً يستقرّ في الضمائر قبل العقول ..فيعطّلها إن لم يقتلها.
والفراتي العالم بثمار الفساد ،المدرك لآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، مااستطاع أن يصمت حين عمّ في مجتمعه، فالمعاملات في دوائر الدولة بسبب الفساد تسير ببطء كسير الخنافس في جزٍّ من الصوف، لذلك قال:

تمشي المصالح في أقلام دولتنا مشي المصالح في جزٍّ من الصوف.
ثامنا- بعدها ننتقل فنكتب الفكرة الثانية منتبهين إلى ماأشرنا إليه في الفكرة السابقة ودائما لطف (الانتقال) نأخذ من الفكرة السابقة جملة نستند إليها لبدء الفكرة اللاحقة
(مثال)
(ولو أقفلنا باب الفساد ، وشرعنا نبحث عن مرض آخر لاستوقفتنا علّة سيطرت على العقول فغيّبتها،إنّها الخرافات والأوهام ،علّة العلل ، وأصل كلّ وهن وتخلّف يئنّ من وجعه المجتمع،ومامن أديب أحسّ بمعاناة مجتمعه إلّا وصاغ تلك المعاناة شعراً ونثرا،فذاك داء
إن عشّش في العقول أعماها عن صوت الحقّ،وحجب عنها نور الحقيقة.
وكيف لا وأبناء المجتمع كما قال الجواهريّ رضعوها صغاراً وتبنّوها عن جهل كبارا،فعطّلت تلك الأوهام عقولهم وقضت على أرائهم وتفكيرهم،وقد أحسن في تشخيص هذا المرض حين قال:
ورُبّ رؤوس بزرة عشّشت بها خرافات جهل فاشتكين صداعا
وساوس لو حقّقتها لوجدتها من المهد كانت أذؤبا وضباعا
تاسعا-بعدها ننتقل إلى الفكرة التالية (مع مراعاة ماذكرناه في الفكرتين السابقتين ،ونتجنّب التكرارفي لطف الانتقال...في الأسلوب ..في أدوات الربط)
(مثال)
( والحديث عن أمراض المجتمع يطول ،فقد استحكم الجهل فأجهد العقول،وتسلّل إلى أجساد أبناء المجتمع فأوهنها وأضعفها ،حتّى الشباب منهم ، وهم الثروة والثورة والأساس الّذي تُشاد عليه الحضارة.
فكيف لايستنكر الأدباء سلبيتهم واستسلامهم وخمولهم ،وذاك الكسل الّذي عطّل حواسهم وقلوبهم وعقولهم، فما استفزهم ولا حرّك حماسهم ماحيك ومايُحاك لأمّتهم ،وماحلّ بها من مصائب وكوارث ،لذلك أراد الجواهري أن يبصرهم بحقيقتهم ،فعنّفهم مستنكرا:
أنفت لهذا النشء بينا نريده طويلا على صدّ الكوارث باعا
يدبّ ألى البلوى هزيلاً كأنّه ربيب خمول نشأةً ورضاعا
عاشر-بعدها ننتقل لكتابة الفكرة الرابعة وننتبه إلى أنّ شاهدها معطى وماعلينا إلّا حسن توظيفه على نمط مافعلنا في الفكر السابقة.
(مثال)
وما ضعف الشباب في مواجهة الواقع المتخلّف إلّا نتيجة لعادات بالية سيطرت على أبناء المجتمع،عادات تمسّكنا بها عن جهل،ورثناها وتبنيّناها دون أن نعمل عقولنا في جدوى تمسّكنا بها، أو نحاول تغييرها أوتعديلها أو حتّى نلغيها إذا كانت عائقا إمام حلم تقدّمنا.
عادات عطّلت عقولنا ،وحوّلتها إلى خربة لاخير يّرتجى منها،ولارأي ينيرها،ولا فكر يشحذها,
وقد أحسن الفاخوري في وصف ذلك حين قال:
أنا في قبضة التقاليد لعبة ليس لي فكرة ولارغبة
###-أخيرا نصل إلى الخاتمة:
وأهمّ مافيها أن نشعر القارئ أنّنا سنختم مقالنا،بكلمة أو جملة ...ويجب أن تكون موجزة معبّرة... قد تكون تلخيصا للأفكار..أونفتح من خلالها الباب لأفكار جديدة...أو غير ذلك....
(مثال)
(هذا غيض من فيض ماصاغه أدباؤنا العرب...وتلك لمحة عن صدى أقلام باحت بأوجاع ومعاناة مجتمعاتها ،ولئن اختلفت أصواتهم لاختلاف وجهات نظرهم،وأساليب تشخيصهم لعلل وأمراض مجتمعاتهم، فيكفيهم شرفا أنّهم تميّزوا عن سائر أبناء قومهم ومااستسلموا ،فكانوا روّاداً بحقّ.)
###-ملاحظات
انتبه إلى الأغلاط الإملائيّة واللغويّة والأسلوبيّة
*مراعاة علامات الترقيم
*وضوح الخطّ ،وترتيب الورقة،لذلك نكتب على المسودة أوّلا تمّ ننقل ماكتبناها بدقّة
*لانخرج عن أفكار الموضوع المطلوبة
*الاهتمام بالإنشاء والتصوير من غير تكلّف
*الثقة بالنفس، وتلك لاتأتي إلّا بالتدرّب والاعتماد على أنفسنا..لنكون مبدعين.
أتمنّى أن أكون قد وفّقت في إفادة من قرأ وأمعن
**أهدي ثواب أجر ما صنعت إلى أرواح (والدي،أخي وليد،أختي حياة وتوءميها نزير وبشير.....وكلّ شهداء وطني الجريح)
دعواتكم لهم ولنا



الأستاذ سامر عتّوق - علوم للجميع