علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , كلية الآدابجامعة دمشق - جامعة حلب - جامعة حمص - جامعة اللاذقية - العربية - الانجليزية - الفرنسية - الالمانية - التركية - الفارسية - الايطالية - اليابانية - الصينية |
#1
|
||||
|
||||
التشبيه البليغ الإضافي ، و الاستعارة المكنية القائمة على تركيب إضافي
تتداخل الحدود بين التشبيه البليغ الإضافي ، و الاستعارة المكنية القائمة على تركيب إضافي ، مثل: ضباب الهموم ، و كفُّ الليل ، و لحل هذه الإشكالية عمدنا إلى تقسيم آخر للاستعارة باعتبار اللفظ المستعار ، وهذا معروف لدى الدارسين:
1- الاستعارة الأصلية: وهي ما كان اللفظ المستعار فيها اسماً جامداً ذاتاً أو معنىً، مثل: يد النسيم، و هروب الأحلام . 2- الاستعارة التبعية: وهي ما كان فيها اللفظ المستعار غير جامد ، أي "حرفاً ، فعلاً ، مشتقاً" ، مثل: للحرف: لأُصلبنَّكم في جذوع النخل ، والمراد: على جذوع.. للفعل: ضحك المشيب للمشتق: هو مفتاح الوزارة ، ففي تركيب مفتاح الوزارة استعارة الذي لا خلاف فيه حسب علمي أن التبعية هي استعارة و لا مدخل للتشبيه عليها. وهناك قاعدة بلاغية تقول: كل استعارة تبعية في قرينتها استعارة مكنية ، لذا تجرى بأحد طرفين : باعتبار اللفظ المستعار وتكون تصريحية،و باعتبار القرينة وتكون مكنية. مثال توضيحي: قول دعبل: لا تعجبي يا سلم من رجلٍ ضحك المشيب برأسه فبكى ففي "ضحك المشيب ". وجهان: 1- في اللفظ المستعار: ضحك ، شبه الشاعر ظهور الشيب بظهور الضواحك بجامع اللون ، ثم تمّ تناسي المشبه وهو ظهور الشيب ليحل المشبه به محله وهو ظهور الضواحك على سبيل الاستعارة التصريحية 2- من خلال القرينة: شبه الشيب بالإنسان مستعيرا له صفة الضحك على سبيل الاستعارة المكنية. وهناك ملاحظتان هامتان هنا: 1- إن إجراءها مكنية أيسر من إجرائها تصريحية 2- إن أجريناها مكنية فلا يحق لنا إجراؤها تصريحية و العكس صحيح . أما الاستعارة الأصلية والتي أجلت الحديث عنها متعمدا فهي موضع الخلاف ، وهي ما كان اللفظ المستعار جامداً ، وهذه سأقسمها قسمين: 1- ما كان اللفظ المستعار فيها معنى أي مصدراً ، وهذه تلحق بالتبعية لوقوع الشبه بين الفعل و مصدره اشتراكهما في الحدث ، فالتركيب المجازي المكون من مصدر مضاف ومضاف إليه هو استعارة مكنية مثل: جنون الرياح 2- ما كان اللفظ المستعار فيها ذاتاً ،.مثل: كف الليل ، وهي التي يقع الخلاف فيها وهنا سنضع عدداً من الضوابط للتفريق بين المكنية و البليغ الإضافي: - البليغ الإضافي تصح العودة به إلى شكله البسيط مع الأداة ، ولا يصح ذلك في المكنية ، مثال: سراب الأحلام ، نستطيع القول: الأحلام كالسراب. إما في قولنا : أنامل الحياة ، فلا يصح القول: الحياة كالأنامل - الضابط الثاني: في الاستعارة يكون طرفاها مستعملين بالمعني الحقيقي لهما، و المجاز في العلاقة بينهما ، ففي قولنا "أظفار المنية ". استعملنا الأظفار و المنية بمعناهما الحقيقي ، والمجاز في إثبات الأظفار للمنية. أما في البليغ الإضافي فالمشبه به مستعمل لغير معناه الحقيقي كقولنا " نور العلم ". فالنور هنا مستعمل لمعنى مجازي وهو كشف العلم للحقائق - الضابط الثالث: في الاستعارة يكون الادّعاء تاماً بحيث نوهم أن المشبه أصبح فرداً من جنس المشبه به ، أما في التشبيه فالتمايز ظاهر و الحدود موجودة بين المشبه و المشبه به ، فعند قولنا: نور العلم لا نّدعي ادّعاء تاماً أن العلم متحد مع النور وهو من جنسه ، ولكن عندما نقول: ( وزعتهم يد الرياح) ندعي ادعاء تاماٌ أن الرياح أصبحت فردا من العقلاء المتصرفين ، و هذا فارق عقلي ينتبه إليه. __________________ المراجع التي اعتمدت عليها: 1- الاتقان في علوم القرآن - السيوطي ، ت: محمد أبو الفضل إبراهيم ، الهيئة المصرية العامة للكتب ، ط 1974م 2- المنهاج الواضح للبلاغة - حامد عوني ، المكتبة الأزهرية للتراث 3- علم البيان - عبد العزيز عتيق ، دار النهضة ، بيروت. 1982 4-البلاغة العربية - عبد الرحمن حبنكة ، دار القلم ، دمشق ، ط1 ، 1996 أ. عيسى الجميل
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|