علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , اللغة العربية : مواضيع الأستاذ وليد حسوننصٌّ أدبي – قواعد – بلاغة سأبدأ أولاً بالمنهاج القديم ومن ثمَّ سأعرج على المنهاج الجديد ﻻ حُرِمتُ من تعليقاتكم وﻻ من توجيهاتكم لعلَّ في عملي هذا مساعدة للمبتدئين وخدمة للطلّاب |
#1
|
||||
|
||||
قصة ليس كل ما يلمع ذهبا
مواضيع الأستاذ وليد حسون اللغة العربية للصف الثالث الثانوي لطلاب االشهادة الثانويه قصة ليس كل ما يلمع ذهبا ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^ رَنَّ الهَاتِفُ الخليويُ – أَلَو – أَهَلاً أُسْتَاذَ – وَسِيْمٍ – أَسْعَدْتَنِي بِهَذَا الاتِّصَالِ ، بَعْدَ زَمَانٍ يَارَجلُ . – بتعرف أُسْتَاذ – ظُرُوفٌ ! – لَاعَلِيْكَ – المُهمُّ أنَا سَعِيْدٌ بِسَمَاعِ هَذَا الصَوتِ ، كَيْفَ حَالُك ، وَحَالُ الأَهْلِ فِي طَرطُوسَ ؟ – الحَمْدُ لله – ألَكْ وَإلاَّ لِلدِيب ؟ – خَسِىءَ الدِّيْب – تَفَضل ، هَاتِ مَاعِنْدِكَ . – أُرِيْدُ مِنْكَ مِئَةُ أَلْفِ لَيْرَةٍ . – مِئَةُ أَلْفِ لَيْرَةٍ ! خَيْرٌ إِنشَاءَ اللهٌ ! – بَعِيْدٌ عَنْكَ – أُخْتِي هِيَ الآنَ فِي مُسْتَشْفَى بِدِمَشْقَ ، وَيَلْزَمُهَا إِجْرَاءُ عَمَلِيَّةٍ لَدِيْهَا وَرَمٌ دِمَاغِيٌ ، وَسَأُجْرِي لَهَا العَمَلِيَةَ لِأُبْرِىءَ ذِمَّتِي أمامَ الله . – عَزِيْزِي – بَعْدَ أَنْ أَنْهَيْتُ مُهمَّتِي كَمَنْدُوْبٍ وِزَارِيٍ ، قَبَضْتُ سَبْعَاً وَخَمْسِيْنَ أَلفَاً صَرَفْتُ عَلَى العَائِلِةِ سَبْعَةَ آلافٍ ، بَقِيَ مَعِي خَمْسُونَ أَلْفَاً . – أَرْسِلي إِيَّاهَا عَنْ طَرِيْقِِ شَرِكَةِ القَدْمُوس ِللحَوالَاتِ . – آسِفٌ الأَوْضَاعُ لَا تَسْمَحُ حَتَّى لَا آُسَاءَلَ لِمَنْ أُحِّولُ هَذهِِ الأمْوِالَ ؟ وَيَأتِي سِيْنٌ وَجِيْمٌٌ تعرفُ شو بيصير . -اِنْتَظِرْنِي – بِيْنَمَا أَظْفُرُ بِسَائِقٍ لِسَّياَرتِي . – وَبَعْدَ سَاعَتِيْنِ رَنَّ الهَاتِفُ الخليويُّ أينَ أَصْبَحَ البِيْتُ . – وَلَو يَاعَزِيْزِي – هَذِهِ الزِيَّارِةُ الرَّابِعَةُ لَا ضَيْرَ – تَصِلٌ دَوَّارَ الزِّرَاعَةِ تَسْلُكُ طَرِيْقَ بُوقَا بَعْدَ الشَّارَةِ الضُوئِيَّةِ بِخَطٍ مُسْتَقِيْمٍ تَصِلُ وَأَنَا بِانْتِظَارِِكَ َ. – ظَهَرَ أَبُو صَادِقٍ وَحِيْدَاً مُتَرَجِّلاً ، وَأَبْقَى السَّائِقَ فِي السَّيَّارَةِ بَعِيْدَاً عَنِ المَنْزِلِ مِئَةَ مِتْرٍ . – لِمَاذَا لَمِ تَأْتِ بِصَاِحِبِكَ ؟ – تَعْلَمُ أَنَا فِي عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِِي وَالوَقْتُ لَا يَسْمَحُ هَا هِيَ السَّاعةُ بَعْدَ الثَّالِثَةِ ظُهْرَاً أَصْبَحَ الوَقْتُ مُتأخِرَاً وَلَدِيْنَا سَفَرٌ . وَبَعْدَ أنْ اسْتلَمَ المَبْلَغَ فِي المِنْزِلِ عَدّاً قَالَ سَأرجِعُهَا فِي أقربِ وقتٍ وَبعدِ إِجرَاءِ مَا أَوْصَى اللهُ بِهِ مِنْ إِكْرَامِ الضَّيْفِ خَرَجَ أَبُو إِحْسَانٍ مَعَ صَاحبنا مُوِّصِّلاً إيّاهُ إِلى سيَّارَتِهِ وَبَعْدَ اسْتعْتَابٍ مِنْهُ لِلسائِقِ لِمَاذَا لَمْ يَنْزِلَ مَعَ صَاحِبِهِ فَلَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَبُو صَادِقٍ بِالِإجَابَةِ فَكَانَ هُوَ يُجِيْبُ عنه : بتعرف سَفَرٌ وَالوَقْتُ مُتَأخِرٌ ….. وتَوَالَتْ الشُّهُورُ ، بعْدَ الشَّهْرِ السَّابِعِ فَكَانَ شَهْرَاً بَعْدَ شَهْرٍ يَتَوَالَى إِلَى أَنْ أَطَلَّ الشَّهْرُ الثَانِي عَشَرَ وَنَحْنُ مُقْبِلُونَ عَلَى سَنَةٍ جَدِيْدَةٍ اتَّصَلَ أَبُو إِحْسَانٍ بِصَاحِبِنَا وَكَانَ منِ ْخِلَالِ سَنَواتِ المَعْرِفَةِ لَدِيْهِ ثَلَاثَةُ أَرْقَامٍ . – ضَرَبَ الرَّقَمَ الأوَّلَ فكانَ فِي الطَّرَفِ المُقَابِلِ صَوتُ امْرَأَةٍ – كيفكِ مَدَام كَبْفَ الأوّلاد – يَاأهلاً ، مَنْ مَعِي ؟ – وَلَو أَنَا أَبُو إِحْسَانٍ – أَنْتَ مَنْ تُرِيْدُ ؟ – أَبَا صَادِقٍ . – عَفْوَاً الرَّقَمُ خَطَأٌ . – لَا تُؤَاخِذِينِي . اِسْتَخْدَّمَ أَبُو إحْسَانٍ الرَّقَمَ الثَّانِي فَكَانَ الُمجِيْبُ الآَلِّيُّ يُخْبِرُ بِأَنَّ الرَّقَمَ غِيْرُ مُسْتَخْدَمٍ فَهُنَا اِرْتَفَعَتْ حَرَارَةُ أَبِي إحْسَانٍ اِسْتَخْدَمَ الرَّقَمَ الثَّالِثَ فَعِنْدَمَا فُُتِِحَ الخَطُّ عَرَفَهُ مِنْ صَوْتِهِ – أَلُو مَرْحَبَاً كَيْفَ حالك ؟ حَالَ الأَهْلِ ؟ العائِلَةَ ؟ – بِخِيْرٍ الحَمْدُ لله بتَعْرِفْ بأَنِّكَ َعَلَى البَالِ ! – يَاعَزِيزِي الرَّقَمُ الأَوَّلُ رَدَّتْ عَلِيَّ امْرَأَةُ لَا أَعْرِفُهَا وَالرَّقَمُ الثَّانِي غَيْرُ مُسْتَخْدَمٌ أَمَعْقُولٌ هذَا ! – أَنْتَََ مِنْ أَيْنَ أَتِيْتَ بِهَذِهِ الأَرْقَامِ ؟ – أنْتَ اتَّصَلْتَ بِي مِنْ هَذِهِ الأَرْقَامِ وَثَبّتَهَا عِنْدِي . – مُسْتَحِيلةٌ مَاسَمِعْتُ بِهَذِهِ الأَرْقَامِ عَلَى كُلٍّ الرَّقَمُ الَّذِي أُجِيْبُكَ مِنْهُ هُوَ رَقَمِي . – لَاضَيْرَ يَا أُسْتَاذ وَسِيْمٍ المُهِمُّ أَنِّي وَجَدْتُكَ . – يَرْضَى عَلِيْكَ لَا تُؤَاخِذْنِي إِذَا فِي إِمْكَانِية مِنْ أَجْلِ إِعَادَةِ المَبْلَغَ . – تكْرم ، تكْرم ، تكْرم ، بتعرفْ إِذَا أَخْبَرْتُكَ بِشِىءٍ وَاللهِ سَتَصْرِفُ بَصَرَكَ عَنْ المَبْلَغِ . – خَيْرَاً إِنْشَاءَ اللهُ . – بتعْرف ذَهَبْتُ لِأَكْثَرَ مِنْ طَبِيْبٍ وَالآَنَ مَرِيْضٌ بِالكِلَى وَمَصَارِيفٌ وَتَعَبٌ وَ ….. تَذَكَّرَ أَبُو إِحْسَانٍ عِنْدَمَا أَدَانَهُ المَبْلَغَ كَانَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِلْمَبْلَغِ إِذْ يُرِيْدُ تَزْوِّيْجَ أَحَدِ أَبْنَائِهِ وَكَانَ السَّنَةَ المَاضِيَةَ فِي غَمْرَةِ الفُوْضَى بَنَى طَابِقَاً ثَالِثَاً لِأَوْلَادِهِ وَقَسَّمَهُ إِلَى شقَّتِيْنِ وَهْوَ يُرِيْدُ إِكْسَاءَ البَيْتِ وَلِكَي لَا يُحْرِجَ صَاحِبَهُ فِي المَبْلَغِ كَانَ قَدْ بَاعَ مَصَاغَ زَوْجَتِهِ الذَّهَبِّي وَبَدَأَ بِالِإكْسَاءِ . أَقْبَلَ الشَّهْرُ الأَوَّلُ وَزَادَ عَلَى النّصْفِ سَنَةٍ وَلَمْ يُعِدِ المَبْلَغَ . اتَّصَلَ أَبُو إِحْسَانٍ عَلَى الرَّقَمِ الَّذِي أَشَارَ إِلِيْهِ صَاحِبُه فَكَانَ المُجِيْبُ يَرُدُّ إِنَّ الرَّقَمَ المَطْلُوبَ خارِجَ التَّغْطِيَةِ أَوْمُقْفَلٌ فَاضْطَّرَ بَعْدَ مُحًاوَلَاتٍ عِدَّةٍ أَنْ يَسْتَخْدِمَ وَرَقَتَهُ الأَخِيْرَةَ فَاتَّصَلَ عَلَى الرَّقَمِ الأَرْضِيِّ فَكَانَ عَلَى الطَّرَفِ الثَّانِي زَوْجَتَهُ – كَيْفَ حَالُكِ أُمَّ صَادِقٍ طَمِّيِنْينِي عَنِ الأَوّلَادِ – مِيْن مَعِي … ؟ – أَبُو إِحْْسَانٍ – أَهْلِين كَيْفَ زَوْجَتَكَ كَيْفَ الأَوْلَاد وَبَعْدِ المُجُامَلَاتِ المَعْهُودَةِ – حَبَّذَا لَو يُعِيْدُ لِي أُسْتَاذُ وَسِيْمٍ المَبْلَغَ الَّذِي بِيْنَنَا – هَلْ أِسْلَفْتَهُ مَاَلاً ؟ – نعَمْ أَعْطِيَتهُ خَمْسِيْنَ أَلفَاً عِنْدَمَا أَرَادَ أَنْ يُجْرِيَ عَمَلِّيَةً مُسْتَعْجِلَةً لِأُخْتِهِ – لَمْ أَسْمَعْ بِذَلِكَ وَلَمْ يُخْبِرْنِي – مَعْقُولَةٌ أُمَّ صَادِقٍ الدُّنْيَا فِيْهَا مُوْتٌ وَحَيَاةٌ -طَيِّبٌ ، طَيِّبٌ ، سَأُخْبِرْهُ بِمَا أَعْلَمْتَنِي وَهُنَا بدَأَتْ حَرَارَةُ جَسَدِهِ بِالِإرْتِفَاعِ وَشَعَرَ بِأَنَّ جَبْهَتَهُ وَقُذَالَهُ كَأنَّ فِيْهِمَا تَمَدُدَاً أَكْثَرَ مِنَ اللَّازِمِ هَكَذَا صَارَ يَشْعُرُ وَكَأَنَّ شَيْئَاً مَا أَخَذَ يَضرِبُ بِقُوَّةٍ فِي رَأْسِهِ إِلَى أَنْ سَرَى دَبِيْبُ نَمَّالٍ فِي رَأْسِهِ يَصْحَبُهُ طَنِيْنٌ وَبَدَأَتْ عِيْنَاهُ تَرْسُمَانِ دَوَائِرَ فَشَعَرَ بِحَاجَتِهِ إِلَى الِإقْيَاءِ . لكِي يَضْبُطُهُ فِي المَنْزِلِ أَجْرَى أَبُو إِحْسَانٍ مُكَالَمَةً فِي الصَّبَاحِ البَاكِرَ قَبْلَ الِإنْطِلَاقِ إِلَى المَدْرَسَةِ . – فَرَدَّ عَلِيهِ أَبُو صَادِقٍ أَنَا يَا أَبَا إِحْسَانٍ لَمْ أًخْبِرْ زَوْجَتِي أَنْتَ بتعرفْ النِّسَاءُ تَغَارُ مِنْ بَعْضِهِنَّ لَكِنْ أَخْبَرْتُ أَخِي بِالمَبْلَغِ وَفِي العَاشِرِ مِنْ كَانُونِ الأَوَّلِ سَيَكُونُ المَبْلَغَ عِنْدَكَ لَاتَأْكُلْ هَمّاً . انْقَضَى العَاشِرُ مِنْ الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَأَبُو إِحْسَانٍ يَنْتَظِرُ مُكَالَمَةً مِنْ أُسْتَاذِ أَبِي صَادِقٍ اتَّصَلَ أَبُو إِحْسَانٍ فِي اليَومِ الحَادِي عَشَرَ – يَاصَدِيْقِي لَمْ يَتَوَّفرْ المَبْلَغُ مَعِي هَذَا الشَّهْرَ …. فِي العَاشِرِ مِنْ الشَّهْرِ الثَّانِي سَيَكُونُ المَبْلَغُ عِنْدَكَ – لِمِاذِا لَايَكُونُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ – أَنَا عِنْدِي حِسَابَاتِي لَا تَأْكُلْ هَمّاً وَلِكَي يُؤَكِّدَ أَبُو إِحْسَانٍ المُوعِدَ اتَّصَلَ بِهِ قَبْلَ نِهَايَةِ الشَّهْرِ فَكَانَ عَلَى الطَّرِفِ المُقَابِلِ زَوْجَتَهُ فَأَخْبَرَهُا بِأَنَّ أَبَا صَادِقٍ وَعَدَهُ أَوَّلَ الشَّهْرِ بإِعَادَةِ المَبْلَغَ . – لِلْأَسَفِ أَبُو صَادِقٍ غَيْرَ مُوْجُوْدٍ . – مَتى يَعُودُ ؟ – أخْبَرَتْهُ أُمُّ صَادِقٍ عَلَى مُوْعِدٍ مُحْتَمَلٍ وَبِانْتِظَارِ أَنْ يَتَّصِلَ هُوَ ، تَأَخَّرَ الوَقْتُ لِيْلاً ولَمْ يتَّصِلْ أَبُو صَادِقٍ يَوْمَهَا . وَفِي اليَوْمِ التَّالِي اتَّصَلَ أَبُو إِحْسَانٍ – عَزِيْزِي لَا تُؤَخِذْنِي مَا عِنْدِي صِفْرٌ قِطْرِيٌ لِذَلِكَ لَمْ اتَّصِلْ ، هَذَا أَوَّلاً ، و ثَانِيَاً لَمْ أَعِدْكَ أَوَّلَ الشَّهْرِ بَلْ فِي العَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي – أَبُو إِحْسَان كَانَ سَعِيْدَاً إِذْ اِسْتَطَاعَ هَذِهِ المَرَّةَ أَنْ يَأْخُذَ مُوْعِدَاً مُوّثَّقَاً بِلِسَانِهِ الصَّرِيْحِ – لَاضَيْرَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ مُقَابِلَ سَبْعَةَ شُهُوْرٍ لَاشيءَ . وَعِندَمَا انْقَضَى الشَّهْرُ الثَّانِي وَالمَوَاعِيْدُ فِيهِ تَكَرَّرَتْ وَالحَالُ عَلَى حَالِهِ وَالأَعْذَارُ كَثِيرَةُ وَمُتَنُوَّعَةٌ . خَلَدَ أَبُو إِحْسَانٍ إِلَى نَفْسِهِ وَأَخَذَتْ تَدُوْرُ الصُّوَرُ فِي ذِهْنِهِ سَأَلَهُ وَلَدُهُ المُثَّقَفُ كَيْفَ تَعَرَّفْتَ إِلِيهِ وَهُوَ لَيْسَ مِنْ بَلْدَتِنَا – التَقِيْتُ بِهِ فِي دَوْرَةٍ تَعْلِّيمِيَّةٍ إِعْدَاد دُرُوسٍ تَلفزيونِّيَةٍ فِي دِمَشْقَ – كَمَا التَقِيْتُ بِهِ فِي الجَامِعِ الأُمَوِّي حَيْثُ كَانَ هُنَاكَ اِحْتِفَالاً دِينِياً وَالوَاقِعُ سُرِرْتُ كَثِيْرَاً فِي هَذَا اللِّقَاءِ وَمِنْ يَوْمِهَا تَوَطَّدَتْ العَلَاقَةُ بَيْنِي وَبِيَنِهِ وَبَعْدِ سَنَتِيْنِ عِنْدَمَا اعْتَمَرَ هُوَ وَالعَائِلَةَ سَافَرْنَا إِلِى بَلْدَتِهِ لِنُهنِّئَهُ بِالعُمْرَةِ . الزُّوْجَةُ – تَذٍْكُرُ عَنْدَمَا وَصَلْنَا ظُهْرَاً لَمْ يَضَعُوا غَدَاءً وَحِيْنَهَا أَخَذْتَنِي إِلَى جَزِيْرَةِ إِرْوَادَ وَهُنَاكَ تَنَاوَلْنَا غَدَاءَنَا وَأَخَذْنَا حَلْوَى لِلَأولَادِ وَقَفِلْنَا عَائِدِيْنَ تَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يَتَّصِلْ بِكَ إِلاّ السَّاعَةَ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ لِيْلاً أَيْنَ أَنْتُم أَبَا إِحْسَانٍ لمَاذَا لَمْ تَعُودُوا لِيَتأكَّدَ أَنَّنَا لَمْ نَبْقَ فِي مَدِيْنَتِهَ . – أَذْكُرُ ، أَذْكُرُ التَمِسْ لِأَخِيْكَ المُؤْمِنِ سَبْعِينَ عُذْرَاً وَبَعْدَ أَنْ اسْتَنْفَدَتْ السُّبُلُ لَدِيْهِ وَبَلَغَ السَّيُْل الزُّبَى اتَّصَلَ بِالَّذِي لَيْسَ لَدِيْهِ صِفْرَاً قِطْرِيَّاً فَأَخْرَجَ مَا فِي جَوْفِهِ وِكَانَتْ أُمُّ صَادِقٍ عَلَى الطَّرَفِ المُقَابِلِ – حَبّذَا لَو يُعَامِلْنِي بِعَمَلِي بِمُجَرَدِ أَنْ اتَّصَلَ اِسْتَجَبْتُ لِطَلَبِهِ دُوْنَ لَفٍّ أَوْ دَوَرَانٍ – مَعَكَ نُقُوْدٌ ؟ نَعَمْ مَعِي -أَنَا بِحَاجَةٍ لِغَرَضِ كَذَا لَمْ يَنْقَضِِ ذَاكَ اليُوْمُ إِلاّ وَالمَبْلَغُ مَعَهُ لَمْ أَتَّعَلَلْ وَلَمْ أُبْدِ حَاجَتِي لِلْمَبْلَغِ وَلَمْ أتَّعَذَّرْ ،وَهَا أَنْتُمْ تُؤَخِرُونَ زَوَاجَ ابْنِي – أَذْكُرُ لَمْ أُحِجْهُ لِلْإِسْتِجْدَاءِ كَمَا يَفْعَلُ الآنَ – هَلْ بِحَاجِةٍ لِأَتَّوَسَّلَ لَكُمْ لِتُعِيْدُوا مَبْلَغَ المَالِ – جَاءَ مُوعِدٌ جَدِيْدٌ هُوَ العَاشِرُ مِنْ الشَّهْرِ الثَّالِثِ وَكَانَ يَوْمُ (الأَحَدُ) جَاءَتْ أَبَا إِحْسَانٍ مُكَالَمَةٌ – يَاعَزِيزِي بِتحبْ أَنْ آَتِي إِلِيكَ بِالمَبْلَغِ أَوْ أَبَعَثُهُ إِلِيكَ عَنْ طَرِيقِ مَكْتَبِ الحَوَالَاتِ -(كَانَتْ مُكَالَمَةٌ مِنْ اَبِي صَادِقٍ) شَعَرَ أَبُو إِحْسَانٍ حِيْنَهَا بَالفَرَجِ… – عَلَى رَاحَتِكَ يَاصَدِيقِي تَأْتِي وَتَرَى بِأُمِّ عِيْنِكَ مَقْدَارَ حَاجَتِي لِلْمَبْلَغِ مِنْ أَجْلِ الِإكْسَاءِ فَقُدُومُكُم يُشّرِّفُنَا إِذَنْ آَتِيْكَ الخَمِيسَ وَيَكُونُ 14 آذَارَ لَمْ يَدْرِِ حِيْنَهَا مَغْزَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي الخَامِسِ عَشَرَ مِنْ آذَارَ تُكُونُ السَّنَةُ الثَّانِيَةُ فِي سُورَيَّةَ وَمَا يُوْحِي لَكَ بِذَلِكَ اليَومُ فَالكُلُّ فِي تَحَسُّبٌ وَتَرَقُّبٌ . -أَقْبَلَ الخَمِيْسُ وَلَمْ يَأْتِ صَاحِبُنَا وَعِنْدَمَا اتَّصَلَ بِهِ أَبُو إحْسَانٍ بِصَاحِبِنَا فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّ المَبْلَغَ لمْ يَتَوَفَّرْ بِيْنَ يَدِيْهِ ثُمَّ أَرْدَفَ قَائِلاً مُشْكِلُتُكَ أَنَّكَ لَمْ تُحَدِدْ لِي مُوْعِدَاً لِإِرْجَاعِ المَبْلَغَ – لَمْ أُحَدِدْ مُوْعِدَاً عَمَلاً بِالأَصَالَةِ العَرَبِيَّةِ أَنْتَ بِحَاجَةِ لِإجْراءِ عَمَلِيَّةٍ لِشَقِيْقَتِكَ وَهَذَا عَمَلٌ إِنْسَانِيٌ فَلَا يُسَاوَمُ المَرْءُ حَسْبَ وُجْهَةِ نَظَرِي هَذَا أَوَّلاً وَثَانِيَاً أَنْتَ فِي بِيْتِي فَاحْتَرَمْتُ حُرْمَةَ بِيْتِي فَلَمْ أَشْتَرِطْ عَلِيكَ مُعْتَمِدَاً عَلَى نُبْلِكَ . – وَاللهِ لَمْ يَتَوَفَّرْ المَبْلَغُ لَدِيَّ . – يَا عَزِيْزِي أَشْعَرْتَنِي فِي اتِّصَالِكَ السَّابِقِ وَكَأَنَّ المَبْلَغُ بِيْنَ يَدِيْكَ تَعَدُّهُ وَتَطلُبُ مِنِّي – كَيْفَ أُرِيْدَهُ حَوَالَةً أَمْ شَخْصِّيَاً ؟ جَاءَ أَبَا إحْسَانٍ اتِّصَالُ مِنْ أَحَدِ الأَصْدِقَاءِ مِنْ طَرْطُوسَ كَانَ مَعَهُ فِي الدَّوْرَةِ يُهَنِّئْهُ بِعِيْدِ المُعَلِّمِ فَكَانَ الحَدَيْثُ أَلَا تَعْرِفُ أُسْتَاذَ وَسِيْمَ – نَعَمْ أَعْرِفُهُ حَالَتَهُ المَادِيَّةِ مُمْتَازَةٌ زَوْجُهُ مُدَرِّسَةٌ وَابْنَتَهُ صَيْدَلَانِيَّةٌ وَابْنُهُ يَعْمَلُ فِي البَحْرِ . – هَلْ كَتَبْتَ صَكَّاً – لَا لَمْ أَكْتُبُ نَعَمْ لَقَدْ خَالَفْتُ شَرْعَ اللهِ لِأنَّه عزَّ وَجَلّ قَالَ فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ :” يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ” . وَأَنَا لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ . الوَاقِعُ أَنِّي خُدِعْتُ الأسْمُ جَمِيْلٌ (وَسِيْمٌ) ، الكُنْيَةُ (أَبُو صَادِقٍ ) أَجْمَلُ ، الشَّكْلُ أَنِيْقٌ مُهَذَّبٌ فِي التعَامُلِ وَهَذَا فِي غَايَةِ الجَمَالِ، وَفِي صَوْتِهِ حُُنوٌ وَرِقَّةٌ ، كَمَا رَأَيْنَاهُ يَصَلِّي ، عَمَلُهُ مُدَرِّسٌ ، أَدَّّى العُمْرَةَ ، كُلُّ المُواصَفَاتُ رَائِعَةٌ ، وَافِرُ النِّعْمَةِ ، لَيْسَ فَقِيْرَاً ، فَلَا أَسْتَطِيْعُ إِلاّ أَنْ أَقُوْلَ : ( لَيْسَ كُلُّ مَا يَلْمَعُ ذَهَبَاً ) . :1 03:
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|