علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , اللغة العربية : مواضيع الأستاذ وليد حسوننصٌّ أدبي – قواعد – بلاغة سأبدأ أولاً بالمنهاج القديم ومن ثمَّ سأعرج على المنهاج الجديد ﻻ حُرِمتُ من تعليقاتكم وﻻ من توجيهاتكم لعلَّ في عملي هذا مساعدة للمبتدئين وخدمة للطلّاب |
#1
|
||||
|
||||
حملة تفتيش – قصة – وليد حسون
حملة تفتيش
في حُمَّى تفعيل لجنة قمع سرقات الكهرباء لمنع تطاول أصحاب النفوس الضعيفة من استغلال الوضع الحالي للوطن . حيث رُفِعَت مستوى الجاهزية إلى أقصاها حيث كانت تؤازر لجنة قمع السرقات دورية من الأمن للقبض على الجاني وأخذه موجوداً فكان للجنة هيبتها فكانت مدار حديث النّاس . إلى أن وصل عمل هذه اللجنة إلى حيّنا وكان دور بيتي واللافت في الأمر حسب رواية ولدي أنّّهم أطالوا الفحص والمكوث في منزلي ، وهذا أمرٌ طبيعي تُشكَر اللجنة على عملها الصادق ، خرجوا ولم ينبثوا ببنت شفة سوى سؤالهم عن مالك المنزل وعمله . لكن الشكوك أخذت تدور حول منزلي عندما كرروا الزيارة في اليوم التالي وأطالوا المكث في الممر الرئيس حيث ساعة الكهرباء وكبل التمديد ويبدو للمتأمل وكأنهم ينتظرون شيئاً وهذا ما لم يفهمه ولدي وخرجوا دون الإفصاح عن أيِّ شيء ، وكنت حينها في عملي . فمرور اللجنة ليومين متتاليين مثيرٌ للشكِّ والجدلِ والريبة ، فاعتقدت بأنَّ هناك خللاً ما حدث في منزلي دون أن أعلم وطرحت على زوجتي السؤال التالي : هل تجرّأ أحد أولادي على فعل شيء ما في الكهرباء دون أن يخبرني لأنّه يعلم مسبقاً عدم موافقتي على مثل هذه الأمور. وكانت سهرة المساء في زمن خروج براعم الأشجار من أطول الأمسيات في حياتي حيث كنّا نتبادل نظرات الاستفهام والشكِّ والريبة حتى أنّ أحدهم ذكرني بمن صلّّح جرس الكهرباء على باب المنزل منذ سبعة أشهر يمكن أنّه أخطأ في التوصيل أو.أو.أو. …إلى آخره . وفي اليوم الثالث جاءت اللجنة عينُها لكن دون تفتيش لكنَّهم دخلوا بهو الممر للبناء قال أحد عنصري اللجنة : إنّ والدك مفتش وآدمي وسمعتو كويسة هذا رقمي وأخبره بأن يتصل بي . دخولهم بيتي لأيام ثلاثة متوالية كان مبعث للشكِّ والرِّيبة حتى الجيران أخذوا ينظرون إليَّ باستغراب قراءتي لنظراتهم تقول أيعقل أن تفعل هذا . وحقيقة رغم براءتي كان قلبي هواء إذ اقتنعت بأن هناك شيئاً ما قد حدث اتصلت بصاحب الرقم : - ألو مرحبا عزيزي - يا أهلاً مين معي - أنا صاحب البيت الذي زرتموه ثلاث مرات متتالية - أهلين أستاذ أنا هنا قريب منكم سآتيك ولما طال انتظاري لهما وتناولت ثياب الراحة أُعلن عن مجيئهما ومما زاد استغرابي إذ لا تبدو على ملامحهما أيُّ بوادر انزعاج أو تأفف أو غضب أو أنهما يخبئان شيئاً خطيراً بل كانا هاشين باشين . تبادلنا الإتكيت المعروف السؤال عن الصحة والعافية ودرجة السرور وحال الطقس ، فازداد استغرابي بعملهما إذ لم يتحدثا عن الكهرباء إلى أن بادرني أحدهما بقوله : جئنا لعندك ثلاث مرات ولم نجدك فاضطررنا أن نضع لك رقم المحمول وأنت مفتش وسمعتك طيبة ولدينا طالب قد رقن قيده فنريد منك مساعدتنا على إرجاعه إلى المدرسة لكي يحصل على وثيقة دوام لكي لا يذهب إلى خدمة العلم . - تكرم لكن لا أعدك بعودته لكن لتجشمكما عناء تكرار الزيارة لبيتي سأسعى جاهداً لتلبية طلبكما . - وكم كنت أتمنى لو أفصحتما عن طلبكما من اليوم الأول لزيارتكما منزلي لقد وضعتمونا في قلق ليس من داعٍ له حتى صار الواحد منّا يشك في نفسه نتيجة اصراركما على زيارة المنزل تفتيشاً لثلاثة أيام متتالية .
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|