تبسيط وظائف الصورة

[3LOM 4 ALL]

تبسيط وظائف الصورة :
1- الشرح و التوضيح : نأتي بمشبهٍ به يوضح المشبه . مثال : ما أنت والوعد الذي تعدينني إلا كبرق سحابة لم تمطر
فالركن الأول من الصورة : وعد المحبوبة , يمثل صورة غائمة مجهولة الملامح , لا نعرف عنه شيئاً
والركن الثاني : البرق الخلب , و هو يمثل المشبه به , وهو معروف لدى المتلقي , فتشبيه وعد المحبوبة به يوضح ماهية ذلك الوعد , و يشرحها , فيفهم أنه وعد لن ينجز .
2- المبالغة : نأتي بمشبه به هو حد أعلى للصفة المشتركة حسب العرف و العادات . مثال : زيد كالأسد في جرأته
الركن الأول : زيد , وهو المشبه , وموصوف بالجرأة , لكن ما مستوى هذه الجرأة ؟
الركن الثاني : الأسد , و هو المشبه , المعروف لدى المتلقي كحد أعلى في صفة الجرأة , فتشبيه زيد به , رفعت مستوى صفةالجرأة لدى زيد إلى حدها الأعلى , و هذه هي المبالغة.
وذهب قوم إلى أن المبالغة تكون في حذف أداة التشبيه .
3- الوصف و المحاكاة : يكون المشبه و المشبه به و الصفة المشتركة من الواقع المحسوس .
مثال : وجهك كالقمر في جماله
فالركن الأول : وجهك , وهو واقعي محسوس
والركن الثاني : القمر , وهو واقعي محسوس أيضا
والصفة المشتركة : الجمال : وهي صفة واقعية محسوسة .
هنا تكون وظيفة الصورة الوصف الواقعي و المحاكاة للواقع .
4- الإيحاء : عند حذف وجه الشبه " الصفة المشتركة " , ويكون المشبه به لفظاً منفتحاً على مجموعة من الصفات و الدلالات و الإيحاءات .
مثال : أنت بحر
الركن الأول : أنت , وهو موصوف يحتاج إلى تبيان وصفه بصفة ما
الركن الثاني : بحر , وهو المشبه به , وهو منفتح على مجموعة واسعة من الصفات و الإيحاءات : " العمق - السعة - العطاء - الخطر المتربص - التطهير - تحمل الأذى

5- التحسين و التقبيح : يكون المشبه به محبوباً في التحسين , و مذموماً في التقبيح .
مثال التحسين : زينب قمر , فالمشبه به " قمر" محبوب لدى المتلقي , مما يوهمه أن المشبه مماثل له فيثير لديه - المتلقي - شعور الإعجاب فينجذب إليه
مثال التقبيح : و إذا أشار محدثاً فكأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم
فالمشبه به " قرد " و " عجوز " مذموم لدى المتلقي , مما يوهمه أن المشبه مماثل له في القبح فيثير لديه شعور الكره فينفر منه , يستقبحه
6- إضفاء نفسية المبدع على الطبيعية و الأشياء :
عندما يضفي المبدع على المشبه مؤشرات انفعالية و عاطفية توحي بحالته الانفعالية . مثال :
- في نص السياب الشهير : " الوصية " وردت الصورة الآتية : " القمر المريض " , فقد أضفى على المشبه صفة المرض , ليحيل إلى مرضه هو .
- عمر أبو ريشة :" هذه تربتنا لن تزدهي بسوانا من حماة ندب " , فأضفى على المشبه "التربة " صفة الازدهاء ليحيل إلى ازدهائه واعتزازه الشخصي بفرحة الجلاء
7- الرمز : أيسر صوره في الاستعارة التصريحية , حيث يصرح بالمشبه به فقط ليحيل إلى المشبه و يدل عليه , من الرمز الإحالات إلى النصوص المقدسة و الأساطير و التاريخ , كما في قصيدة السياب " رسالة من المقبرة " حيث يقول :
" وعرٌ هو المرقى إلى الجلجلة
و الصخر يا سيزيف ما أثقله ...."
فهو يحيل إلى رمزيات دينية و أسطورية مكثفة فالجلجلة هي حسب الإنجيل مكان خارج القدس صلب عليه السيد المسيح , و سيزيف أحد شخصيات المثيولوجيا الإغريقية عاقبه زيوس بحمل صخرة إلى أعلى الجبل ثم تتدحرج إلى الوادي فيعيد حملها من جديد , و في هاتين الإحالتين : أضواء كاشفة على معاناة الشاعر و عذاباته .

أ. عيسى الجميل