بكالوريا ادبي فلسفة موضوع كامل مع الحل من مواضيع الوحدة الثانية

[3LOM 4 ALL]

موضوع كامل مع الحل من مواضيع الوحدة الثانية

سوريا syria وزارة التربية السورية
البكالوريا الادبي مادة الفلسفة

استطاع المنهج العلمي الحديث أن يوضح العلاقة بين الذات والموضوع من دون أن يعطي أحدهما الأولية على الآخر , عالج هذا الموضوع وبيّن رأيك .

المقـــــدمــــــــة : يعد مفهوم الذات والموضوع من المفاهيم الرئيسية في التفكير الفلسفي , لما لهما من ارتباط وثيق بالنسبة للسؤال المركزي في الفلسفة وهو : أيهما أسبق في الوجود , الفكر أم المادة .

صلب الموضوع :
أولاً – الذات والموضوع :
o انقسمت الفلسفة عبر تاريخها إلى اتجاهين اثنين , هما : الاتجاه المثالي , والاتجاه المادي , فالفيلسوف القائل بأسبقية وجود الفكر على وجود المادة يكون مثالياً , أما إذا قال بأسبقية وجود المادة فهو من أتباع الاتجاه المادي .
o يعد مفهوم الذات والموضوع من المفاهيم الرئيسية في التفكير الفلسفي , لما لهما من ارتباط وثيق بالنسبة للسؤال المركزي في الفلسفة وهو : أيهما أسبق في الوجود , الفكر أم المادة .
o يعني مفهوم الذات الكائن الإنساني العاقل المفكر , أما مفهوم الموضوع , فيعني الموجود القابل للمعرفة , ولأن المعرفة هي العملية الأساسية للفكر , فإن هذه العملية هي النتاج الذي يتكون من العلاقة الجدلية التي تقوم بين كل من الذات والموضوع .
o مع بدايات استقلال العلوم الطبيعية عن الفلسفة النظرية في مطلع عصر النهضة بدأ بالتفكير بالسؤال الذي طرحه الفلاسفة آنذاك , وهو : كيف تتم المعرفة , بوساطة الحواس أم عن طريق العقل ؟
o تضمن هذا السؤال الإشارة إلى الفارق النوعي بين الذات الإنسانية ذات جوهر روحي , والطبيعة ذات جوهر مادي .
o العالم الفلكي غاليليو أول من نبه على الترابط القائم بين الذات العارفة وموضوع المعرفة , عندما أشار إلى أن الصفات التي نعرّف بها الأشياء ليست كلها في الأشياء , بل منها ما هو في الأشياء ومنها ما هو في عقولنا .

o بعد ملاحظة غاليليو هذه , ظهر اتجاهان في تفسير أثر كل من الذات والموضوع في تكوين المعرفة , هما : الاتجاه العقلي الذي كان أتباعه كل من ديكارت و كانط , والاتجاه التجريبي الذي مثله لوك و هيوم وآخرون .

ثانياً – الذات والموضوع في المنهج العلمي الحديث :
o لم يستطع الفلاسفة التجريبيون والعقلانيون أن يتوصلوا إلى الاتفاق حول علاقة الذات والموضوع في تركيب المعرفة , ويعود ذلك إلى تباين المناهج التي اتبعها كلا الفريقين في توضيح هذه العلاقة وتحديد طبيعتها .
o اعتمد العقليون على منهج تأملي ميتافيزيقي , يفترض أن الذات تمتلك بشكل مسبق ملكات المعرفة وأدواتها وشروطها , ونظروا إلى الموضوع على أنه مجرد ظاهرة محايدة تقوم الذات بتطبيق عملية المعرفة عليها .
o أما التجريبيون فقد نظروا إلى موضوع المعرفة على أنه جامد ومنعزل عن غيره من الموضوعات , وإن الذات ليست سوى مرآة ينعكس فيها هذا الموضوع .
o أما المنهج العلمي الحديث , يؤكد الفلاسفة العلميون أن أثر الذات لا ينحصر في تركيب المعرفة فحسب , وإنما في إعادة إنتاج موضوعاتها .
o لذلك توصف العلاقة بين الذات والموضوع في المنهج العلمي بأنها علاقة جدلية , تنشأ نتيجة تأثير متبادل بينهما , وليس نتيجة تأثير طرف واحد فحسب .
o فالموضوع هو أساس المعرفة ولا يمكن أن تقوم من دونه , ولكنه ليس موضوعاً ثابتاً , بل يتشكل ويتحول نتيجة الفعل الذي تحدثه الذات فيه .
o أما الذات فإنها عندما تتلقى تأثير الموضوع فيها , وتتشكل بناء على هذا التأثير , فإنها ترتد إليه من جديد , فتؤثر فيه وتعيد صياغته وتشكيله .
o لذلك فإن معرفة الذات بالموضوعات تتطور نتيجة التراكم الهائل الذي تتناقله الأجيال عبر آلاف السنين , وبالمقابل فإن الموضوعات تتطور أيضاً نتيجة العمل والتحويل اللذين تقوم بهما الذات في هذه الموضوعات .

الخاتمة والرأي : يتضح مما سبق أن عملية المعرفة تبقى مستمرة متطورة , لا يمكن تحديد نهايتها أو حصر حدودها .

المدرس : حكمت والي