أفكار‬ الوحدة الخامسة (علميّ)،السادسة (أدبيّ) (تكامل الفنون)،(الأدب والفنّ والإعلام)

[الاستاذ جاسم المفلح]

‫#‏أفكار‬ الوحدة الخامسة (علميّ)،السادسة (أدبيّ)
(تكامل الفنون)،(الأدب والفنّ والإعلام):
(‫#‏مقدّمة‬)
{الفنّ عمل يهدف إلى المتعة الجماليّة الخالصة،والتمايز بين الفنون لاينفي فقدان تواصل أو تداخل بصورة ما بينها. والأدب كالرسم والموسيقا فنٌّ هدفه الارتقاء بالتجربة الشعوريّة الإنسانيّة المفعمة بالحيويّة.}
‫#‏أوّلا‬- التمايز والتداخل بين الشعر والفنّ التشكيليّ(المشاهد الفنيّة البارعة):
يمكن أن يسمّى الشعر لغةً رسماً، والخاصّة التصويريّة في الشعر تجعله قريناً للرسم ومشابهاً له في بعدٍ أساسيّ من أبعاد التشكيل والصياغة والتأثير والتلقيّ، وإن اختلف عنها في المادة الّتي يصوّر بوساطتها .
** الجاحظإنّما الشعر صياغة وضرب من الصبغ،وجنس من التصوير.)
أ- ‫#‏استلهام‬ الشعر المشاهد الفنيّة البارعة وتجسيدها رسماً بالكلمات:
**ابن حمديس
قصرٌ لو أنّك كحّلت بنوره أعمى لعاد إلى المقام بصيراً
وإذا نظرت إلى غرائب سقفه أبصرت روضاً في السماء نضيرا
وضعت به صنّاعه أقلامها فأرتك كلّ طريدةٍ تصويرا
ب- ‫#‏الشاعر‬ يضيف إلى المشهد الفنّ من ذاته جمالاً إلى عناصرها الثابتة
(مايميّز التصوير الشعريّ عن التصوير التشكيليّ):
*الشعر يعرض الحركة ويقدّم الفعل مباشرة ...يبرز الفاعليّة والنشاط الحركيّ الّذي ينساب على سلسلة من لحظات متعاقبة .
**ابن حمديس
أسد كأنّ سكونها متحرّك في النّفس لو وجدت هناك مثيرا
وتذكّرت فتكاتها فكأنّما أقعت على أدبارها لتثورا
*اعتماد الشاعر اللون والصوت والحركة في خياله:
**ابن حمديس
وكأنّما يأتي لوقّع طيرها أن تستقلّ بنهضها وتطيرا
من كلّ واقعة ترى منقارها ماء كسلسال اللجين نميرا
خرس تعدّ من الفصاح فإن شدت جعلت تغرّد بالمياه صفيرا
ت-‫#‏مقارنة‬ الشاعر عمله بعمل الرّسام في دائرة محاكاة الإحساسات البصريّة:
**الشابيّ
أنت ماأنت؟ أنت رسم جميل عبقريّ من فنّ هذا الوجود
أنت روح الرّبيع، تختال في الدّنيا فتهتزّ رائعات الورود
ث-‫#‏إعجاب‬ الشاعر بعمل الرّسام وفنّه:
**عبد الرّحيم الحصني
كم لوحةٍ لامست كفّك يابسها فأزهرت وجلتْ عنها يد العدم
ج-‫#‏استنكار‬ الظلم الّذي يلحقه الإنسان بالفنّ:
الحصنيّ
ياضيعة الفنّ نامتْ عن رعايته عين الرّضا ،واستفاقت أعين التّهم
ثانياً-‫#‏العلاقة‬ بين الشعر والموسيقا:
أ- الشعر يقوم على الموسيقا بنوعيها:
ا-الداخليّة:مصادر الموسيقا الداخليّة كالتوازن أو المحسّنات البديعيّة وتناغم الحروف ....المتوالدة عن الموقف النّفسيّ للشاعر.
**الجواهريّ
ذخرت لأحداث الزّمان يراعا يجيد نضالا دونها وقراعا
2-الخارجيّة:الأوزان العربيّة القديمة والقافية والرويّ......
**الفراتي
سبحان ربّك كم في الدّهر من عبر وكم به من غريب غير مألوف
تمشي المصالح في أقلام دولتنا مشي الخنافس في جزّمن الصوف
ب-العلاقة بين الخصوصيّة الدّلاليّة واللحن الصوتيّ:
*تظهر في التنغيم الصوتيّ للكلمات الّذي يمنحها معاني إضافيّة، فالتنغيم الصوتيّ قد يغني عن أداة الاستفهام .
**عمربن أبي ربيعة
ثمّ قالوا: تحبّها؟ قلت : بهراً عدد النّجوم والحصى والتّراب.
*وربّما يحمل التنغيم الصوتيّ دلالتين متنافرتين بحسب النغمة الصوتيّة فعبارة(أراح الله قلبك من حبّي) لها دلالات بحسب تنغيمها، فقد تشير إلى قناعة من القائل أنّ اليأس من المحبوبة إحدى الرّاحتين، وربّما تكون هناك دلالة العتاب...
شكوت فقالت: كلّ هذا تبرّما بحبّي؟ أراح الّله قلبك من حبّي
ثالثاً-‫#‏الشعر‬ يجمع بين فنيّة الرّسم في الصور البيانيّة وتأثير الإيقاع الموسيقيّ في الأوزان والتنغيم الدّلاليّ:
**إبراهيم ناجي
أين من عيني حبيب ساحر/فيه نبل وجلال وحياء/واثق الخطوة يمشي ملكا/ظالم الحسن شهيّ الكبرياء.
رابعاً- ‫#‏الفنّ‬ والإبداع وعلاقتهما بالشعور والعاطفة والخيال:
أ-‫#‏أهميّة‬ الشعوروالعاطفة في حياة الإنسان(الشعورمنبع الفنّ والإبداع أكثرمن العقل)
(عدم تألّق الفنّ لولا وجود الشّعور)(الانتصارللشعو ر)(الدّعوة إلى المحبّة)(منظار مثاليّ):
**الشابيّ
عش بالشعور وللشعور فإنّما دنياك كون عواطف وشعور
شيدت على العطف العميق وإنّها لتجفّ لو شيدت على التفكير
لا الحبّ يرقص فوقها متغنّيا للناس بين جداول وزهور
كلّا ولا الفنّ الجميل بظاهر في الكون تحت غمامة من نور
ب- #أهميّة الشعور والعاطفة والخيال (الدعوة لاتّباع الشعورفهووسيلة لكشف غموض الحياةالساحر)
(عجز العقل رغم هيبته)(مقارنة بين الشعور والعقل):
**الشابيّ
واجعل شعورك في المحبّة قائدا فهو الخبير بتيهها المسحور
والعقل رغم مشيبه ووقاره مازال في الأيّام جدّ صغير
ت-‫#‏هدف‬ ودور الأدب والفنّ وأثرهما على الحياة والإنسان
(تكامل الفنون في خلق الجمال وتحقيق سعادةالإنسان):
• #الفنّ يحقّق المتعة والفائدة حين يعبّر عن أحزان الإنسان وأفراحه:

**الشابي
كلّا ولا الفن ّ الجميل بظاهر في الكون تحت غمامة من نور
متوّشحا بالسحر ينفخ نايه الـ مشبوب بين خمائل من نور
أويلمس العود المقدّس واصفا للموت، للأيّام ، للديجور
مافي الحياة من المسرّة الأسى والسّحر واللذّات والتغرير
**ولد عبد القادر
نهض النّاي واليراع وقالا كلمات بيض الحروف الصقال
ألهذا الوجود معنى إذا لم يتفهّم هويّتي ومجالي ؟
وأناشيد مزمري تتغذى من صدى أنّتي وفرحة بالي
• #الفنّ يمنح الإنسان القوّة والسّعادة ويرتقي بالتجربة الشعوريّة الإنسانيّة:
**الشابيّ
أبدا ولا الأمل المجنّح منشدا فيها بصوت الحالم المحبور
تلك الأناشيد الّتي تهب الورى عزم الشباب وغبطة العصفور
**الحصنيّ
لله أنملك اللتي سكبت بها ماأضمر الوحيّ من حبّ ومن قيم
•# سبر مجاهيل الكون وإدراك الحقائق وتنوير العقول:
**ولد عبد القادر
ريشة الفنّ بلسم وسلاح ودليل يضيء وعي الرّجال
إنّها عالم الحقائق يحيا بين خفق الرؤى وذوب الخيال
ث-‫#‏منابع‬ الإبداع للفنّ والأدب واحدة(جمال الطبيعة والجمال الروحيّ)يجسّده المبدع فنّا وأدبا،
(معاناة المبدعين):
**الشابيّ
كلّا ولا الفن ّ الجميل بظاهر في الكون تحت غمامة من نور
متوّشحا بالسحر ينفخ نايه الـ مشبوب بين خمائل من نور
أويلمس العود المقدّس واصفا للموت، للأيّام ، للديجور
مافي الحياة من المسرّة الأسى والسّحر واللذّات والتغرير
**ولد عبد القادر
ورحيق الجمال بين يديهم مشرب للنفوس صافي الزّلال
يتعاطون برده وشذاه في كؤوس ظلالها كاللآلي
نحتوها من كوكب قمريّ في سماء الفنون صعب المنال
يتجلّى في الشعر جدول سحر ضفّتاه من روعة وجلال
وتراه رسما بديعا ونقشا نمنمته يد البها والكمال
ج- ‫#‏عبقريّة‬ المبدع تتجلّى في خلق الجمال الّذي يمنح الوجود معناه:
**ولد عبد القادر
نهض النّاي واليراع وقالا كلمات بيض الحروف الصقال
ألهذا الوجود معنى إذا لم يتفهّم هويّتي ومجالي ؟
وأناشيد مزمري تتغذى من صدى أنّتي وفرحة بالي
ح-‫#‏التفاؤل‬ بنهضة الفنّ الجميل وسط صخب العالم الماديّ:
**ولد عبد القادر
بين خفق الرؤى وذوب الخبال واقتحام المنى عيون المحال
والأغاني المجنّحات سكارى سابحات في موكب الآمال
نهض النّاي واليراع وقالا كلمات بيض الحروف الصقال
ألهذا الوجود معنى إذا لم يتفهّم هويّتي ومجالي ؟
خامسا-‫#‏دور‬ الصحافة والإعلام وأثرهما على الأدب والحياة معا:
أ-تسليط الضوء الواقع الاجتماعيّ المتردّي:
بروح مفعمة بالمرح والدّعابة (وجدت في الخاطرة مناخا مناسبا)
**زكريّا تامر
{كلّ مايدبّ على الأرض العربيّة يشتكي بصوت خفيض أو بصوت عالٍ:
يشتكي المدرّسون من غرور تلاميذ يعتقدون أنّ الإنسان يخرج من بطن أمّه مثقّفا....}
ب- حرّر اللغة من القيود الفنيّة الّتي كبّلتها في عهود سابقة:
غدت أكثر يسرا وقربا من النّفوس،فرض لغة خاصّة تعتمد على السّهولة والإلفة والإيجاز.
**زكريّا تامر
{تشتكي الطبول من طبول بشريّة تحظى بالتبجيل كأنّها الإسهام العربيّ في الحضارة العالميّة....
يشتكي النّاشرون من مواطنين يموتون من دون أن تلمس أيديهم كتابا...}
(خاتمة)
{هذه كانت إضاءة على قضية تكامل الفنون وعلاقتها بالشعور ،وأثرها على الإنسان ، ودورها في حياته، وقد نجح الكثيرون من مبدعي الأدب في الخوض فيها والإضافة إليها من أرواحهم ، ليقدّموا لنا الجمال والسعادة على مرّ العصور.}
أرجو الفائدة لكم





الأستاذ سامر عتّوق - علوم للجميع