علوم للجميع | المنتدى |
|
||||||
يحوي قسم الـ , الشعرقسم الشعر والشعراء - الشعر القديم والحديث - روائع الشعر العربي والعالمي |
#1
|
||||
|
||||
نزار قباني يتغزل بدمشق
كتبَ الله أن تكوني دمشقاً، بك يبدأ وينتهي التكوين
نزار قباني .. صاحب الحضور القوي العاصف اينما حل ... ودمشق صاحبة السحر الأخاذ والجسد المشع ورائحة الياسمين مغرقة العالمين في سُكر لا يبغي عاشقها من صحوة .. لا تستطيع ان تخرج من عبائتها لمسات نزار
لا أستطيع أن أكتبَ عن دمشق ، دون أن يُعرِّشَ الياسمين على أصابعي. ولا أستطيع أن أنطقَ اسمها، دون أن يكتظَّ فمي بعصير المشمش، والرمان، والتوت ، والسفرجلْ . ولا أستطيع أن أتذكّرها، دون أن تحطَّ على جدران ذاكرتي ألف حمامةٍِ ..وتطير ألف حمامة نزار قباني تكلم بلسان حال كل دمشقيٍ .. كل من أراد غزلاً بدمشق تغنى وتمختر وتبختر بشعر نزار .. دمشق عاشقة نزار الأبدية السرمدية .. حفرت وتوغلت في وجدان نزار ولم يستطع نزار ان يتملص من سطوتها البيت العتيق الذي سماها لدمشق فيه ... قارورة عطر خلق فيها منذ ولادته .. ومنها انطلقت صرخته الأولى التي هزت العالمين .. وأوصلت صوته لكل الدنيا هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطرٍ؟ بيتنا كان تلك القارورة. إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ، ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لاأظلم قارورة العطر ..وإنما أظلم دارنا. والذين سكنوا دمشق، تغلغلوا في حاراتها وزواريبها الضيقة، يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون دمشق .. تلك القدر الذي تسيّج كل انسان من السحر .. ذلك القدر الذي يجعلك مسحوراً .. لا مفر لك ولا قدرة لتفكيك ذلك السحر .. كأنك مسلوب الارادة تماماً ... ذلك السحر المسكون بالنعناع .. ذلك السحر المشكول بالفل والورد الذي يحتضنك قبل سقوطك في ثناياه .. ولقد سافرتُ كثيراً بعد ذلك، وابتعدتُ عن دمشق موظفاً في السلك الدبلوماسي نحو عشرين عاماً وتعلَّمتُ لغاتٍ كثيرة أخرى، إلا أنَّ أبجديتي الدمشقية ظلت متمسكة بأصابعي، وحنجرتي، وثيابي، وظللتُ ذلك الطفل الذي يحمل في حقيبته كلُّ ما في أحواض دمشق، من نعناع، وفلٍّ، ووردٍ بلدي. إلى كلِّ فنادق العالم التي دخلتها .. حملتُ معي دمشق. ونمتُ معها على سرير واحد هذه دمشق وهذا نزار .. الغرام الأزلي القديم .. الذي حفره في صخور ذاكرتنا إلى الأبد .. ومرت سيول عناقيدها لتسقي جراحنا شفاءاً ونوراً .. دامت دمشق ودامت عيونها تحمينا من عيون الغادرين .. وحماكِ الله يا دمشق من الغادرين والمارقين هذي دمشق .. وهذي الكأس والراح اني احب .. وبعض الحب ذباح انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي لسال منه .. عناقيد وتفاح ولو فتحتم شراييني بمديتكم سمعتم في دمي اصوات من راحوا زراعة القلب, تشفي بعض من عشقوا وما لقلبي -اذا احببت- جراح الا تزال بخير دار فاطمة فالنهد مستنفر .. والكحل صداح ان النبيذ هنا .. نار معطرة فهل عيون نساء الشام, اقداح؟ مآذن الشام تبكي اذ تعانقني وللمآذن, كالاشجار ارواح للياسمين, حقوق في منازلنا وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح طاحونة البن, جزء من طفولتنا فكيف ننسى؟ وعطر الهال فواح هذا مكان (ابي المعتز).. منتظر ووجه (فائزة).. حلو ولماح هنا جذوري , هنا قلبي, هنا لغتي فكيف اوضح؟ هل في العشق ايضاح؟ كم من دمشقية, باعت اساورها حتى اغازلها .. والشعر مفتاح اتيت يا شجر الصفصاف معتذرا فهل تسامح هيفاء ... ووضاح؟ خمسون عاما .. واجزائي مبعثرة فوق المحيط, وما في الافق, مصباح تقاذفتني بحار لا ضفاف لها وطاردتني شياطين.. واشباح اقاتل القبح في شعري, وفي ادبي حتى يفتح نوار... واقداح ما للعروبة تبدو مثل ارملة اليس في كتب التاريخ, افراح؟ والشعر .. ماذا سيبقى من اصالته؟ اذا تولاه نصاب .. ومداح وكيف نكتب ؟ والاقفال في فمنا وكل ثانية, ياتيك سفاح حملت شعري على ظهري .. فاتعبني ماذا من الشعر يبقى, حين يرتاح؟ انا الدمشقي .. شعر نزار وبصوت اصالة
زوار منتدى علوم للجميع الكرام ,, يشرفنا كتابة ارائكم حول المواضيع المطروحة
[اضافة تعليق]
|