التورية

التورية:
هي من المحسنات البديعية المعنوية على الراجح ، وتعني: أن لفظاً له معنيان: قريب غير مقصود ، و بعيد مقصود.
1- مكوناتها:
* اللفظ الذي يحمل المعنيان
* المورّى به: المعنى القريب
* المورّى عنه: المعنى البعيد
2- أنواعها:
أ- التورية المجردة: وهي التي تخلو من أشياء و قرائن ترجح أحد المعنين. مثال توضيحي:
قال القاضي عياض:
كأن كانون أهدى من ملابسه
لشهر تموز أنواعاً من الحلل
أو الغزالة من طول المدى خرفت
فما تفرق بين الجدي و الحمل
التورية في " الغزالة ". لها معنيان:
* قريب غير مراد: وهي الحيوان المعروف ، و لم يرد في النص ما يرجحه كوصفه مثلا بطول العنق أو سواد العيون
* معنى بعيد مقصود: الشمس ، و لم يذكر ما يرجحه كالطلوع و الغروب
ب - النوع الثاني من التورية: المرشحة: وهي ما ذكر فيها
أشياء تدل على المورى به " المعنى القريب ".مثل:
قول يحيى بن منصور:
فلما نأت عنا العشيرة كلها
أنخنا و فحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة
و لا نحن أغمضنا الجفون على وتر
التورية في " الجفون ". فمعناها القريب غير المراد: جفون العيون ، و قد ذكر ما يدل على هذا المعنى " أغمضنا "
المعنى البعيد المراد: أغماد السيوف
ج - النوع الثالث من التورية: المبينة
وهي ما ذكر فيها ما يدل على المعنى البعيد المراد ، كقول أحدهم:
أرى ذنب السرحان في الأفق طالعا
فهل ممكن أن الغزالة تطلع
التورية في " ذنب السرحان "
فالمعنى القريب غير المراد: ذنب ذلك الحيون "الذئب "
و المعنى البعيد المراد هو أول ضوء النهار
وقد رجح هذا المعنى بلفظ طالعا
د - النوع الرابع: التورية المهيأة: وهي ما ذكر فيها لفظ يمهد للتورية و لولاه لما كان هناك تورية
مثل: أيها المنكح الثريا سهيلا
عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت
و سهيل إذا استقل يماني
فالتورية في " الثريا و سهيل ".
لهما معنى قريب: نجمان معروفان
ومعنى بعيد: اسمان لامرأة و رجل وهما المقصودان
فلو لا ذكر الثريا لم ينتبه إلى التورية في سهيل ، لو قلنا مثلا:
أيها المنكح هندا سهيلا ، لاختفت التورية
3- الفرق بين التورية و المجاز:
* القرينة في التورية ينبغي أن تكون خفية لا واضحة جلية عكس المجاز
* المعنيان في التورية مفهومان من اللفظ دون حاجة أحدهما إلى الآخر
بينما في المجاز بلا بد من علاقة بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي

أ. عيسى الجميل